اليابان وكرة القدم: خطة الـ 100 سنة التي فاجأت العالم
حين تصبح الأحلام خططًا واقعية
بينما اعتدنا على رؤية المنتخبات الأوروبية واللاتينية تتصدر مشهد كرة القدم العالمية، ظهرت اليابان كقوة آسيوية جديدة، تنافس بثقة واحترافية، وتُربك حسابات كبار أوروبا. فكيف انتقل الساموراي الأزرق من الهواية إلى الاحتراف في ظرف زمني بدا للبعض مستحيلاً؟ وهل يمكن للمنتخبات العربية أن تحاكي هذا النموذج؟ دعونا نغوص في سر نهضة الكرة اليابانية.
اليابان والكرة: البداية من نقطة الصفر
الانطلاقة الحقيقية لليابان لم تكن قبل عقود بعيدة كما يُعتقد، بل بدأت بخطة استراتيجية مدروسة بعد نكسة الخروج من تصفيات كأس العالم 1988، حيث أدركت اليابان أن الحضور العالمي يتطلب بنية رياضية قوية لا مجرد مواهب فردية.
في عام 1992، أُسست دوري المحترفين الياباني (J.League)، كبوابة رئيسية لتطوير اللعبة محليًا، ما أدى إلى صعود جيل كامل من اللاعبين المحترفين الذين نشأوا في بيئة منظمة واحترافية.
هل خططوا فعلاً للفوز بكأس العالم 2050؟
نعم. وفي عام 2005، أعلن “سابي ياناجيدا” أحد مسؤولي الاتحاد الياباني، عن خطة طويلة المدى تهدف إلى جعل اليابان بطلة للعالم بحلول عام 2050.
هذه الخطة ليست مجرد شعار بل خارطة طريق تفصيلية تشمل:
-
تطوير أكثر من 30 ألف مدرب محلي
-
إعداد برامج كروية للأطفال من عمر 6 سنوات
-
إدخال الثقافة التكتيكية والانضباط منذ المراحل العمرية المبكرة
-
إرسال المواهب الشابة إلى أوروبا للاحتكاك بالمستويات العليا
الالتزام الياباني: بين اللاعب والإدارة
نهضة الكرة اليابانية لم تكن صدفة، بل نتاج تناغم مذهل بين الانضباط الإداري والتكتيكي، والاحترافية الفردية للاعبين. فاللاعب الياباني يتميز بـ:
-
انضباط تكتيكي صارم
-
عقلية جماعية تهدف للفريق لا الفرد
-
تحمل بدني كبير وتغذية مثالية
-
التحليل الذاتي وتقبل النقد
هذه السمات، إلى جانب نظام تدريبي عالي الكفاءة، جعلت من المنتخب الياباني نداً لمنتخبات بحجم ألمانيا وإسبانيا، بل وأحيانًا متفوقًا تكتيكياً.
هل يمكننا محاكاة التجربة اليابانية؟
نعم، لكن يتطلب الأمر إرادة سياسية ورياضية واضحة وقرارات جريئة تؤسس لقاعدة رياضية قوية. للوصول إلى ما وصلت إليه اليابان، نحتاج إلى:
-
احتراف الإدارة الرياضية، لا الاكتفاء بالمواهب
-
بناء أكاديميات حقيقية، لا شعارات إعلامية
-
ابتعاث المواهب العربية إلى أوروبا في سن مبكر
-
تعزيز ثقافة الانضباط والنقد البنّاء
-
دعم المدرب المحلي وتأهيله، لا استيراد الأسماء فقط
المنتخب العربي الأقرب لمعادلة اليابان
حتى الآن، يُعد المنتخب المغربي الأقرب من حيث التنظيم، البنية التحتية، والتواجد الأوروبي المكثف للاعبيه. التجربة المغربية في كأس العالم 2022 كانت مثالاً حياً على ما يمكن تحقيقه حين تجتمع الاحترافية والإرادة.
الفرق بين اللاعب الياباني والعربي: العقلية أم العضلات؟
الفرق ليس في الموهبة، فالموهبة العربية لا غبار عليها. لكن اللاعب الياباني يتفوق في ثلاثة أمور رئيسية:
-
العقلية الاحترافية المبكرة
-
الانضباط داخل وخارج الملعب
-
فهم عميق للتكتيك والدور داخل الفريق
التغلب على اليابان ليس مجرد معركة بدنية، بل تحدٍ نفسي وتكتيكي. فالفريق الياباني يلعب بنفس النسق 90 دقيقة دون كلل، وهذا يتطلب لياقة بدنية، لكن أيضًا عقلية منتظمة.
استبيان: شاركنا رأيك
ما رأيك في التجربة اليابانية الكروية؟
-
مصدر إلهام للعرب
-
صعبة التطبيق في بيئتنا
-
تستحق الدراسة والاقتباس
من هو المنتخب العربي الأقرب للنجاح على الطريقة اليابانية؟
-
المغرب
-
السعودية
-
مصر
-
قطر
-
آخر:………
برأيك، ما هو أكبر تحدي أمام اللاعب العربي؟
-
عقلية غير احترافية
-
ضعف إعداد بدني
-
سوء التخطيط الإداري
-
نقص التركيز التكتيكي
خاتمة:دروس من بلاد الشمس المشرقة
الطريق الياباني لم يكن مفروشًا بالورود، بل مر عبر نفق طويل من العمل، والإخفاقات، ثم التعلم. واليوم، يقف الساموراي بين الكبار، لا لأنه يملك أفضل لاعبين، بل لأنه أحسن البناء والتخطيط.
في عالم الكرة، من يعمل بإصرار قد يتأخر، لكنه لا يتخلف. فهل نستيقظ نحن العرب لنخطو أولى خطواتنا الحقيقية؟
Share this content:

إرسال التعليق