الحكمة اللبناني: الأسطورة الخضراء التي أرعبت آسيا وتحدت أحلام الـ NBA

في زمنٍ كانت فيه كرة السلة اللبنانية مجرد هامش في خريطة الرياضة العربية، ظهر نادي الحكمة كإعصارٍ أخضر، بقيادة المدرب الأسطوري غسان سركيس والرئيس الرؤيوي أنطوان شويري، ليصنع تاريخاً لا يُنسى. لم يكن مجرد فريق، بل كان ظاهرة رياضية وثقافية جعلت الجماهير تعشق السلة وتتابعها بلهفة. وصل الفريق إلى مستويات قريبة من الـ NBA، ليس في المهارة فحسب، بل في التنظيم والتكتيك والروح القتالية التي أرعبت الأندية العربية والآسيوية.
الفصل الأول: القيادة التي صنعت الأسطورة
غسان سركيس: العقل المدبر الذي حوّل الحلم إلى حقيقة
كان غسان سركيس أكثر من مدرب؛ كان قائداً عسكرياً في الملعب، استراتيجياً لا يُشق له غبار. اعتمد على:
– للياقة البدنية القصوى: جعل لاعبيه يجرون كالآلات حتى الدقيقة الأخيرة.
– التكتيك المرن: من الدفاع الضاغط إلى الهجوم السريع الذي يحطم معنويات الخصم.
– التحليل النفسي للمنافس: كان يدخل المباراة وهو يعرف نقاط ضعف الخصم أكثر من مدربه!
أنطوان شويري: الرئيس الذي آمن بالجنون الأخضر
لم يكن شويري مجرد رئيس نادي، بل كان راعي المشروع. وفر:
– الاستثمار الذكي في اللاعبين المحليين والأجنبة.
– بنية تحتية متطورة (صالات تدريب، معسكرات خارجية).
– روح عائلية جعلت اللاعبين يستميتون للفريق.
الفصل الثاني: اللاعبون الذين صنعوا المجد
كان الحكمة يضم مجموعة من أفضل اللاعبين في تاريخ السلة العربية، منهم:
1. فادي الخطيب (الساحر اللبناني): هدّاف لا يُوقف، ساحر الكرة في المنطقة العربية.
2. جاكسون فرومان(العمود الفقري): الأجنبي الطويل الذي هيمن تحت السلة.
3. روني صيقلي (القناص المميت): ثلاثياته كانت كالسكين في قلب المنافس.
4. ايلي مشنتف (الجناح العنيد): دفاعه كان كالسد المنيع.
الفصل الثالث: البطولات التي هزت آسيا
حصد الحكمة بطولات جعلته عملاقاً لا يُضاهى، منها:
– بطولة آسيا للأندية (3 مرات).
– الدوري اللبناني (عدة مواسم متتالية)
– كأس العرب للأندية
لكن أعظم مباراة في تاريخه كانت في نهائي بطولة آسيا 2000 أمام نادي سول الكوري، حيث قلب الفريق تأخره في الشوط الأخير ليفوز بصعوبة، وسط جنون الجماهير التي غطت الصالة باللون الأخضر.
الفصل الرابع: الجماهير والزعيم الأخضر
الجماهير: الجيش الأخضر الذي أرعب الخصوم
كان مشجعو الحكمة يُشكلون كتلة بشرية صاخبة:
– الشعارات المرعبة مثل “الحكمة جيش، والملعب ساحة حرب”.
– الدخول المبكر للصالة: كان الخصم يشعر بالهزيمة بمجرد رؤية الجماهير.
– الطقوس الخاصة: مثل رفع الأعلام الخضراء مع دق الطبول.
الزي الأخضر: الرعب الذي يسبق المباراة
كان زي الفريق أخضرَ داكنًا يرمز إلى القوة والهيبة وكثيراً ما قال اللاعبون المنافسون:
كنا نشعر أننا نواجه وحوشاً خضراً لا يتوقفون عن الجري!”
الفصل الخامس: كيف تحدى الحكمة أحلام الـ NBA؟
وصل الفريق إلى مستويات جعلت بعض نجومه يحلمون بالانتقال إلى الدوري الأميركي، بل إن بعض الكشافة حضروا لمشاهدة مبارياته. لكن العائق كان:
– قلة الدعم المالي مقارنة بالدوريات العالمية.
– التركيز على البطولات الآسيوية التي منحته الشهرة الأكبر.
ومع ذلك، كان أداؤه في بعض المباريات الدولية مشابهاً لأندية الـ NBA من حيث السرعة والتنظيم.
الفصل السادس: ماذا قالت الصحف العربية عنه؟
وصفته الصحف في ذلك الوقت بـ:
– “الأسطورة الخضراء” (جريدة النهار اللبنانية).
– “الفريق الذي جعل العرب يعشقون السلة” (مجلة الشبكة الرياضية).
– “غسان سركيس.. الجنرال الذي لا يقهر” (صحيفة الرياضية السعودية).
الحكمة لم يكن فريقاً عادياً، بل كان ظاهرة غيرت رياضة السلة في لبنان والعالم العربي تحت قيادة سركيس وشويري، أصبح الفريق مدرسة في التكتيك والروح القتالية، وأثبت أن الإرادة والتنظيم يمكن أن يصنعا المستحيل.
اليوم، رغم تغير الأسماء، يبقى إرث الحكمة الذهبي ذكرى تُروى للأجيال، كفريقٍ جعلنا نعشق السلة… ونحلم بالمستحيل .
Share this content:



إرسال التعليق